mardi 9 octobre 2007

القيروان عاصمة ثقافية 2009


القيروان 2009: الاستعدادات والبوادر



تم منذ السنة الماضية الإعلان عن القيروان عاصمة ثقافية لسنة 2009 من قبل منظمة المؤتمر الإسلامي وذلك لثراء المخزون الثقافي لعاصمة الأغالبة وتنوعه من آداب وعمران وعلوم دينية وعلمية وللصيت العالمي الذي تحمله ورسالة التسامح والاعتدال التي نشرتها عبر التاريخ. هذه المدينة التي أبكت بفراقها الحصري وأذهلت بألوانها بول كلي فقال: في هذه المدينة يختلف اللون عن معناه ويكتسب إسما آخر. القيروان التي رأت قمم الحضارات المتعاقبة من أغلبية وفاطمية وتناثرت من حولها المدن دررا كالعباسية ورقادة وصبرة وأنجبت نساء ورجالا تخلدوا في التاريخ بفكرهم وأعمالهم.
إعلان القيروان عاصمة ثقافية فرصة للوقوف على هذا المخزون الحضاري ومحاولة الكشف عنه وإظهاره للعالم فهذه المدينة مازالت تحمل في رحم أرضها آثارا أخرى معلومة المكان ولكن باهظة تكاليف الاستخراج كالفسقية المربعة نادرة المثال في العالم والقابعة تحت السوق الوقتي في نهج النحاسين للخضر والغلال وكدار الإمارة القابعة قبالة محراب الجامع الأعظم والتي أصبحت مأوى للسيارات دون أن ننسى فسقيات وقصور رقادة وآثار الفاطميين بصبرة...
هي فرصة للعناية بالمخطوطات بتعقبها وتحقيقها وطباعتها, فرصة للقيام بندوات متخصصة لدراسات حضارية وأنتروبولوجية وتاريخية وأدبية, فرصة لمزيد التعرف على منابع المذهب المالكي المتسامح ورواده كأسد بن الفرات وسحنون...
ولكن بماذا سنحقق كل هذا والقوم نيام فلا لجان ولا برامج ولا تخطيط ولا اجتماعات تمهيدية ولا حتى نشاط ثقافي متميز فلا حديث في مجالس المثقفين من شعراء ومسرحيين وكتاب إلا عن هذا الخواء الثقافي في هذه السنة الثقافية فمركز الفنون الدرامية حلم المسرحيين أضحى بعيد المنال رغم المنحة التكميلية التي حصل عليها وبرنامج ليالي القيروان بعيد كل البعد عن الطموحات ناهيك بالإلغاءات المتعاقبة للعروض المتميزة لغياب المتابعة والتنسيق كذلك تخبط بعض جمعيات المهرجانات في ديونها بعد قطع المنح المتعودة عليها من مندوبية الثقافة كمهرجان ربيع الفنون الدولي وانكماش اللجان الثقافية عن القيام بدورها لتخفيض ميزانياتها
على المسؤولين إذا ضبط الأسباب والتنبه لهذا الفراغ الثقافي الخطير وجمع شمل المثقفين والحوار معهم والإطلاع على أفكارهم وتشريكهم في البرمجة والتفكير والتنفيذ.
كذلك تجدر الإشارة إلى ضرورة الإسراع بإصلاح قاعة العروض الكبرى اليتيمة وتجهيزها بمتطلبات العرض الفني مع ضرورة المبادرة بإنجاز قاعة أخرى تخفف الضغط عنها .
إذا لا استعدادات ولا بوادر ثقافية لاحتضان الحدث والأمل أن لا نندم على الوقت المهدور يوم الجد في النوم في العسل.

Aucun commentaire: