lundi 12 octobre 2009

صديقي الديكتاتور

ارفع عينيك
وأدر خدّك الأيسر
تنهال عليه الأعين والحسرات
هاهم أخرجوك
وسلاحك لم تمسسه يد الأمنيات
لا تخجل صديقي الديكتاتور
فالذل ألفناه
والكرامة صارت ذكريات

من جحر سريّ
من قبو بغيض
من قبر منسيّ
من قلب الطفل المهزوم
من أحزاننا
من آلامنا
خرج الديكتاتور بذلّ جديد
وبقايا نعاس وبقايا دموع

كان ديكتاتورنا
يرعى نجمة ضائعة
حين جاؤوا
لم يمهله أحد
حتّى يكمل جني بلح الصيف
أو يوصي أهل النّخيل
ماذا سنقول لذاك الطفل المنتظر
حفنة البلح المعطّر بماء الفرات
من يخبره عنّا؟
وعن الشعر الأشعث والرّحيلْ؟
خبّإ أحزانك لا قول لك بعد الآن
فعلام عيونك زائغات
بائسات
يائسات
باحثات عن قول مستحيلْ؟

هذه النظرة البلهاء
هذه الأحداق
هذه الشفة السوداء
كم تحنّ إلى سيجار كوبيّ فاخر
وأوامر بالقتل والتعذيب

قل ماذا فعلت بأحلامنا
وردا كانت يرعاها النحل الطيّب
ها قد بعثرت خطاه
ومضى يلسع بعضه البعض
مجنونا مفتونا بالعراق
يا عراق
يا أمنيتي
يا أغنيتي
يا مربكتي
مات الحلاّج يلوك خطاياه
كفّن النهر لون الدماءْ
ونسيناهْ
النفير النفير
ها جيش التتار يحاول قلع النخيل
لا طير يحلّق فوق سمانا أو
غيمة لتغطّي أحزاننا
النفير النفير
بائس وجه الطفل
حين ينتظر أباه
بائس وجه المساء
بائس وجهنا
يا أنا....

كم ترددت فينا الهزيمة
وتركناك لقبوك وحيدا
وتركناك لقبرك وحيدا
ارفع عينيك
وأدر خدّك الأيسر
تنهال عليه الأعين والحسرات
عادل النقاطي